لو قرأنا التاريخ الإسلامي وخاصة في عهد الصحابة الكرام للاحظنا أن ممارسة النقد كان مألوفا عندهم ولم يكن يحمل أي مفهوما سلبيا ولم يقل أحدهم للآخر لا تمارس النقد في شخصي لأني مزكي من الله سبحانه وتعالى في القرآن وبالتالي فلا يحق لك أن تنتقدني . بل أن ممارسة النقد كان عندهم يتم أحيانا بصورة جارحة وأحيانا بألفاظ نابية ولسنا هنا في مقام الأستدلال بالأمثلة لأن لها شواهد كثيرة لمن قرأ كتب التاريخ بل وكتب الحديث والرواية أيضا أقرأؤا ما حدث في السقيفة بعد وفاة الرسول من حدوث أخطر نزاع في التاريخ السياسي للمسلمين بين المهاجرين والأنصار حول خلافة الرسول ودخول الفريق الهاشمي في الخط بعد ذلك حتى أن احدهم قال عن الصحابي سعد بن عباده : أقتلوا سعدا قتله الله .
وأما ما حدث في عهد الخليفة عثمان فقد تجاوز كل حدود النقد الى الخروج المسلح على الخليفة بل ومحاصرته في داره بعد ذلك قبل أن يتم قتله بصورة بشعة كان له الأثر السىء على تاريخ المسلمين الى يومنا هذا وقد شارك في هذا الهجوم بعض الصحابة الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة والذين يصنفون في كتب طبقات الصحابة من ضمن الصحابة المقربين وبتأييد من بعض الصحابة الكبار أيضا بل لقد تجاوز المنهج النقدي عند الصحابة الى الخروج المسلح ومقاتلة بعضهم بعضا كما حدث ذلك في ثلاث معارك تاريخية لعبت دور كبيرا جدا في حركة التاريخ السياسي والفكري للإسلام والمسلمين وهي الجمل وصفين والنهروان بل أن قادة معركة الجمل كانوا من الصحابة المقربين للرسول ففي جيش الشام كانت السيدة عائشه ومعها الصحابيين طلحة والزبير وفي الجهة المقابلة كان علي بن أبي طالب مع بني هاشم .
.إذن فأن القول بأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الحصانة للصحابة من مفهوم النقد هو مفهوم مخالف للقرآن نفسه ويدحضه عمل الصحابة أنفسهم .وقد مارس المعتزلة منهجا نقديا صارما في بعض أعمال الصحابة وكان أبرزهم في ذلك هو أبراهيم بن سيار النظام وكان منهج المعتزلة علميا بغرض علمي وليس لهوى طائفي .وقد مارس النظام سليقته النقديه حيال رجال السلف في جرأة كبيرة غير مسبوقه من فقهاء المسلمين والمتكلمين ومن ثم فقد أخضع جميع الصحابة الى ميزان النقد ليس فقط في مروياتهم كما فعل ذلك في مرويات ابي هريرة بل في جميع تصرفاتهم وسلوكهم وقد كان نقده شديدا الى أحد طرفي حرب الجمل حتى نقل عنه الشهرستاني في الملل والنحل قوله " قوله في الفريقين من أصحاب الجمل واصحاب صفين أن إحدهما مخطىء لا بعينه وكذلك قوله في عثمان وقاتليه وخاذليه إن أحد الفريقين فاسق لا محالة كما أن احد المتلاعنين فاسق لا بعينه وأقل درجات الفريقين أنه لا تقبل شهادتهما كما لا تقبل شهادة المتلاعنين فلم يجوز شهادة علي وطلحة والزبير على باقة بقل وجوز يكون عثمان وعلي على الخطأ هذا قول رئيس المعتزلة في أعلام الصحابة وائمة العترة ووافقه عمر بن عبيد على مذهبه " وطبعا كانت مصير النظا م أن تبرؤ السنه والشيعة منه ومن كلامه السنه بسبب أقواله في بعض الصحابة والشيعة بسبب أقواله في علي بن ابي طالب وتجويزه الخطأ منه . ومن الصحابة الذين نالوا نصيبهم من نقد إبراهيم النظام عبدالله بن مسعود وابي هريرة وغيرهما .وطبعا فنحن نفرق هنا بين نقد المعتزلة ونقد الشيعة فأما المعتزلة فقد انطلقوا في نقدهم من خلال منهج علمي رصين يقوم على محاكمة السند والمتن معا وعدم قبول أي رواية تخالف القرآن الكريم ولو كان الرواة جميعهم من الصحابة ولذلك فقد رفض المعتزلة الأحاديث التي رواها أبو هريرة الدوسي وأعتبروا أن أغلبها لا تصح نسبتها الى الرسول ورفضوا كذلك كل الأحاديث التي تنسب الجسمية الى الله سبحانه وتعالى ومن ضمنها احاديث الرؤية والشفاعة وغيرها .وأما الشيعة فأن نقدهم للشخصيات التاريخيه إنطلقت من خلال رؤية مذهبية بحته من خلال موقف تلك الشخصيات من علي بن أبي طالب فمن ثبت عندهم أنه كان من الفريق الموالي للخليفة علي قبلوا به وأعتبروه من الحواريين ومن ثبت عنه غير ذلك يعتبرونه ناصبيا أو على أقل تقدير غير مرضيا عنه .ومن الجدير ذكره هنا أننا لو تأملنا وتعمقنا في داخل كتب الجدل الطائفي والمذهبي بين المسلمين لرأينا بصورة واضحة أن جميع أرباب المذاهب الإسلاميه قد مارس النقد بشكل أو بآخر على بعض الشخصيات التاريخية وأبرز هؤلاء هو إبن تيميه ففي الوقت الذي يرفع فيه المنظومة العقديه السلفيه شعار " من نقد واحدا من الصحابة فهو زنديق " نجد أن إبن تيميه في كتابه الشهير مارس النقد في حق علي بن أبي طالب بشكل واضح وصريح مما دعا بعض علماء أهل السنه الى وصفه بالنفاق .
وأما ما حدث في عهد الخليفة عثمان فقد تجاوز كل حدود النقد الى الخروج المسلح على الخليفة بل ومحاصرته في داره بعد ذلك قبل أن يتم قتله بصورة بشعة كان له الأثر السىء على تاريخ المسلمين الى يومنا هذا وقد شارك في هذا الهجوم بعض الصحابة الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة والذين يصنفون في كتب طبقات الصحابة من ضمن الصحابة المقربين وبتأييد من بعض الصحابة الكبار أيضا بل لقد تجاوز المنهج النقدي عند الصحابة الى الخروج المسلح ومقاتلة بعضهم بعضا كما حدث ذلك في ثلاث معارك تاريخية لعبت دور كبيرا جدا في حركة التاريخ السياسي والفكري للإسلام والمسلمين وهي الجمل وصفين والنهروان بل أن قادة معركة الجمل كانوا من الصحابة المقربين للرسول ففي جيش الشام كانت السيدة عائشه ومعها الصحابيين طلحة والزبير وفي الجهة المقابلة كان علي بن أبي طالب مع بني هاشم .
.إذن فأن القول بأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الحصانة للصحابة من مفهوم النقد هو مفهوم مخالف للقرآن نفسه ويدحضه عمل الصحابة أنفسهم .وقد مارس المعتزلة منهجا نقديا صارما في بعض أعمال الصحابة وكان أبرزهم في ذلك هو أبراهيم بن سيار النظام وكان منهج المعتزلة علميا بغرض علمي وليس لهوى طائفي .وقد مارس النظام سليقته النقديه حيال رجال السلف في جرأة كبيرة غير مسبوقه من فقهاء المسلمين والمتكلمين ومن ثم فقد أخضع جميع الصحابة الى ميزان النقد ليس فقط في مروياتهم كما فعل ذلك في مرويات ابي هريرة بل في جميع تصرفاتهم وسلوكهم وقد كان نقده شديدا الى أحد طرفي حرب الجمل حتى نقل عنه الشهرستاني في الملل والنحل قوله " قوله في الفريقين من أصحاب الجمل واصحاب صفين أن إحدهما مخطىء لا بعينه وكذلك قوله في عثمان وقاتليه وخاذليه إن أحد الفريقين فاسق لا محالة كما أن احد المتلاعنين فاسق لا بعينه وأقل درجات الفريقين أنه لا تقبل شهادتهما كما لا تقبل شهادة المتلاعنين فلم يجوز شهادة علي وطلحة والزبير على باقة بقل وجوز يكون عثمان وعلي على الخطأ هذا قول رئيس المعتزلة في أعلام الصحابة وائمة العترة ووافقه عمر بن عبيد على مذهبه " وطبعا كانت مصير النظا م أن تبرؤ السنه والشيعة منه ومن كلامه السنه بسبب أقواله في بعض الصحابة والشيعة بسبب أقواله في علي بن ابي طالب وتجويزه الخطأ منه . ومن الصحابة الذين نالوا نصيبهم من نقد إبراهيم النظام عبدالله بن مسعود وابي هريرة وغيرهما .وطبعا فنحن نفرق هنا بين نقد المعتزلة ونقد الشيعة فأما المعتزلة فقد انطلقوا في نقدهم من خلال منهج علمي رصين يقوم على محاكمة السند والمتن معا وعدم قبول أي رواية تخالف القرآن الكريم ولو كان الرواة جميعهم من الصحابة ولذلك فقد رفض المعتزلة الأحاديث التي رواها أبو هريرة الدوسي وأعتبروا أن أغلبها لا تصح نسبتها الى الرسول ورفضوا كذلك كل الأحاديث التي تنسب الجسمية الى الله سبحانه وتعالى ومن ضمنها احاديث الرؤية والشفاعة وغيرها .وأما الشيعة فأن نقدهم للشخصيات التاريخيه إنطلقت من خلال رؤية مذهبية بحته من خلال موقف تلك الشخصيات من علي بن أبي طالب فمن ثبت عندهم أنه كان من الفريق الموالي للخليفة علي قبلوا به وأعتبروه من الحواريين ومن ثبت عنه غير ذلك يعتبرونه ناصبيا أو على أقل تقدير غير مرضيا عنه .ومن الجدير ذكره هنا أننا لو تأملنا وتعمقنا في داخل كتب الجدل الطائفي والمذهبي بين المسلمين لرأينا بصورة واضحة أن جميع أرباب المذاهب الإسلاميه قد مارس النقد بشكل أو بآخر على بعض الشخصيات التاريخية وأبرز هؤلاء هو إبن تيميه ففي الوقت الذي يرفع فيه المنظومة العقديه السلفيه شعار " من نقد واحدا من الصحابة فهو زنديق " نجد أن إبن تيميه في كتابه الشهير مارس النقد في حق علي بن أبي طالب بشكل واضح وصريح مما دعا بعض علماء أهل السنه الى وصفه بالنفاق .
كما أن المنظومة السلفيه قامت على نقد كل من خرج على الخليفة عثمان ولا شك أن قسما كبيرا من هؤلاء كانوا من الصحابة ولعلنا نشير هنا الى كتاب " العواصم من القواصم " للفقيه المالكي أبن عربي الذي ألفه كما يقول للدفاع عن الصحابة إلا أن التأمل في بعض صفحات الكتاب يجد نيلا واضحا للخليفة علي بن ابي طالب وأبنه الحسين ودفاعا ملحوظا عن بني أميه ومعاويه وأبنه يزيد مما يعني أن هدف الكتاب هو الدفاع عن عن بني أميه فقط وليس عن الصحابة وهذا واضح أيضا في الشرح الموسع الذي قام به الأستاذ محب الدين الخطيب للكتاب المذكور فقد حشاه بهجوم واضح على قسم كبير من الصحابة مثل أبو ذر الغفاري وحجر بن عدي ومحمد بن أبي بكر وهو نجل الخليفه الأول وعمار بن ياسر ومالك الأشتر وغيرهم من الذين أشتهر عنهم أنهم كانوا من الخط الموالي للخليفة الرابع علي بن ابي طالب وهناك كتبا عديده من الجهة التي تدعي حرمة نقد الشخصيات التاريخيه ولكنها مارست النقد مثل كتاب " تاريخ الدولة الامويه " لمحمد الخضري بك وكتاب " العدالة الإسلاميه في الإسلام " للإستاذ سيد قطب وغيرهما . إذن فأن علماء المدرسة السلفيه والسنيه بشكل عام حرمت نظريا مسألة نقد الصحابة وشددت في تحريمه ولكنها مارسته فعليا من الناحية التطبيقيه وإن كان مثل أخوانهم الشيعه في نطاق ضيق ومحدد سلفا وهو الخط الموالي للتيار العلوي في الإسلام . ومع ذلك فقد ظهرت في الفترة الأخيرة بعض الكتب التي مارست النقد العلمي والمنهجي على بعض الشخصيات التاريخية وقامت بتحليل بعض وقائع التاريخ الإسلامي وخاصة عهد الخلفاء الراشدين تحليلا نقديا جميلا بعيدا عن التعقيدات المذهبية والتحاملات الطائفية البغيضة .ومن الكتب الجميلة التي صدرت في العصر الحديث وأنتهجت منهجا علميا في النقد كتاب " شدو الربابة في أحوال مجتمع الصحابة " في ثلاثة اجزاء للباحث المصري خليل عبد الكريم وكتاب " السلطة في الإسلام " للشخ القاضي عبد الجواد ياسين وكتاب " شيخ المضيرة أبي هريرة " للشيخ والعالم الأزهري محمود أبو ريه وسلسلة " نحو إنقاذ التاريخ الأسلامي " للباحث السعودي الحر الشيخ حسن بن فرحان المالكي والتي صدر منها حوالي سبعة كتب كان أبرزها كتاب " الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية " وأذكر هنا أيضا كتاب " الشهيد الخالد " الذي ألفه الكاتب الإيراني صالحي وأحدث صدوره ردة فعل قوية في الوسط الديني الإيراني وأشيد هنا أيضا بكتابات المفكر الإيراني الدكتور علي شريعتي وخاصة كتابه " الإمام علي في محنه الثلاث " وكتاب " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " وكتاب " الفكر السياسي الشيعي " للمفكر المعروف أحمد الكاتب وكتاب " وعاظ السلاطين " لعالم الإجتماع العراقي الدكتور علي الوردي وكتبا أخرى لا يحضرني أسماؤها حاليا فهذه الكتب في نظري ناقشت التاريخ الإسلامي بأسلوب علمي بعيدا عن التعقيدات المذهبية والطائفية .